12‏/11‏/2012

في ذكرى أكديم إيزيك


بقلم : لخليفة دويهي
حلت أمس الذكرى الثانية، للهجوم على مخيم اكديم ازيك،  دون أن يتغير شيئ الوضع بقي على حاله والمعتقلون مازالوا في سجن سلا،  لم  يطلق سراحهم بعد ، وتنسيقية اكديم ازيك مازالت تدافع عن مطالب اكديم ازيك، المتمثلة في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، و إطلاق سراح معتقلين اكديم ازيك ، أتذكر الهجوم القوات المغربية بألم و حسرة كبيرين، على الصحراويين العزل بمخيم اكديم ازيك الذي كان نموذجا يحتذى به، في مختلف بقاع المعمور، و إنطلاق شرار الثورات العربية حسب تصريح المفكر الامريكي نعوم تشومسكي ، مخيم اكديم ازيك أكد من خلاله صحراويين أنهم ليسوا البضاعة التي تباع ، كما كان في مخيلة البعض أن الصحراويين إرتزاقيين.
أستمر مخيم اكديم ازيك لمدة 28 يوم،  في إعطاء دروس في التضامن و الأمل و الحرية والكرامة و المصالحة و التسامح ونبذ العصبيه القبيلة والشائعات والعمل على وحدة النسيج الإجتماعي، و كل هذه دروس تجسدت من خلال إنشاء اللجان والدوائر، لتسهر على الأمن والسلامة وتقدم الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية التي تخدم سكان المخيم اكديم ازيك.
لجنة الحوار لمخيم " اكديم إزيك "، دخلت في مفاوضات مع وزير الداخلية المغربي السابق الطيب الشرقاوي، تغيرت أماكن اللقاءات من دار الضيافة ( منزل والي بالعيون ) الى شاطئ فم الواد، ولم تتغير معه مواقف ومطالب لجنة الحاور، التي أشاد بعملها وزير الإعلام المغربي الأسبق والناطق الرسمي للحكومة آن ذاك، خالد الناصري قبل ان تتغير مواقف حكومته ، وكانت مفاوضات من نوع اخر تحت الطاولة، من أجل شراء دمم اعضاء للجنة،  لم تجد الدولة طريق لذالك رغم إغراءات المقدمة، أعضاء الجنة كانوا مؤمنيين بالعهد الذي قطعوه أمام سكان مخيم اكديم ازيك،  و هم لآن في السجن سلا المغربية، يؤدون ضريبة العمل النضالي الشريف و الأخلاقي، الذي قاموا به من خلال دور كبير في إنجاحه،  بالتسيير مخيم كبير، تختلف فيه الأفكار والأعراق واللوان والأجناس، تحية كبير لهم وأتمنى أن يطلق سراحهم وتعم الفرحة في الديار بعدما تكسر الأغلال انشاء الله.
أما عن الهجوم، الذي كان فجرا في اليلة يلفها ظلام دامس، وهي أولى ليالي شهر محرم، الذي حرم فيه الله عز وجل، فيه صفك دماء المسلمين، تناولت وجبة العشاء التي اعدتها سيدة في عقدها الرابع. واحتسيت شاي مع مجموعة من الشباب وذهبت للنوم وبعد ساعات قليل استيقظت علي صوت ضجة و نداء استغاثة من نسوى كانو قد وصلوا للدائرة الخامسة التي كنت متواجد في خيمة من خيمها والدائرة الخامسة هي بعيد عن مكان الهجوم الأولي ، وبدأت مروحية تابعة للدرك الملكي المغربي، تطلق صوت مسجل يطلق كل دقيقتيين يحمل في طياته قرار قضائي من أجل إخلاء سكان المخيم اكديم ازيك المكان ،اتذكر جيدا الآن، بدايته يقول فيها : "يا سكان اكديم ازيك أنكم في وضعية غير قانونية المرجو إخلاء المكان و الالتحاق بالحافلات"، نداء المروحية سبقه نداء القمع على أرض اكديم ازيك، بالعصاء والقنابل المسيلة للدموع والقنابل المطاطية والماء الساخن الذي يصب على رؤوس سكان مخيم اكديم ازيك بدون سابق انذار وهم نيام .
كان مشهد ذلك صباح هي الفوضى والخوف من المجهول، كأنك تشاهد وثائقي عن النكبة 1948م،  التي حصلت في حق الشعب الفلسطيني، مناظر مأساوية لشيوخ ونساء وأطفال ، و بدأت رحلة إجبارية على الأقدام صوب المدينة، والكل يترقب ماذا ينتظره والخوف من المجهول هو المسيطر،  لتبدأ حكاية الإختطافات والإعتقالات بمدينة العيون، .
"رأس المال جبان " هذه مقولة تنطبق على المستثمر الذي يفكر في استثمار بالمدينة العيون، بعد احداث اكديم ازيك، لأن كل شئ هنا يدار بالمقاربة الأمنية ، المستثمرون يخافون على مشاريعهم، في مكان يغيب فيه الأمن الحقيقي، و ليس القمع يعرف الأمن، بأنه هو الحالة التي يكون فيها الإنسان محميا ضد خطر يهدده،  أو إحساس يتملكه بالتحرر من الخوف، انعدام الأمن الاقتصادي واجتماعي بالمنطقة سيكون سبب إفراز عصيان مدني على شاكلة مخيم اكديم ازيك.
اتمنى ان يطلق سراح معتقلي اكديم ازيك وان تعيش مدينة العيون في سلام بعيدا عن العنف وان يتعايش الجميع في أمن وسلام من خلال ترسيخ ثقافة تفاهم وتسامح داخل المجتمع وان يطلق اسم اكديم ازيك على شارع او الساحة عمومية من اجل حفظ ذاكرة ملحمة تاريخية للصحراويين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review