1‏/12‏/2012

القيادة الصحراوية تفاضل حتى في الأموات.

حمادي محمد بابيت
 إن المتتبع للأحداث التي تجرى في اوساطنا يدرك ان تعاملات القيادة في كل الميادين قاصرة، بدءًا من ماضي الثورة، و ما عاشه الجيل السابق من متاهات و عزلة وتفرقة و عقاب دون عدالة و لا محاكمة ، ها هو جيل الثورة الثاني تطبق عليه نفس الأفكار و التصرفات الغير مدروسة من طرف المعنيين، رغم انهم لا يحركون ساكنا إلا بأوامر تأتيهم من الحاكم العام، مكالمة لا تتعدى دقائق كافية لفهم ما يلج في نفس القاضي الأول و تطبيقه على جناح السرعة، دون تردد.
يأتيه الأمر و ينفذه كعمل الحركة اللا إرادية مع الدماغ، دون ان يدري انه بشر خلق من لحم و دم له إحساس يفرح و يتألم كالغير، يفرق بين الصالح و الطالح، إلى ان تدفعه الأوامر اللا إرادية إلى نتفيذ ما يراه مخالف للأعراف و الشرائع و الواقع الذي يعشيه!. حينها لا يستطيع ان يتمهل، لآن اعين الحاكم تطارده في كل مكان.
 تعمى بصيرته إلى ان يوصله التخاذل لتنفيذ اوامر الحاكم في تقديم التعازي لأهالي المصابين بالمصاب الجلل، في إظهار التفاضل بينهم، دون حياء و امام الملأ. هذا مكانته عند الرئيس و ذاك مقرب من فلان الذي  يقاسم الرئيس في احزانه و مسراته، ذاك خليله، و تلك ما قصرت في تقديم اخبار العامة قبل تناوله وجبة الفطور. وذاك ركب مطيته دون إلتفاتة، قبل ان تنتهي مكالمة سيده.
عندما تحدث مصيبة الموت لأحد فإن الجميع يتسارع لأداء الواجب وتقديم العزاء للحصول على الأجر من مواساة الزميل والصديق والجار والرفيق ، لكن مايحدث في العزاء عند بعض القيادة اساليب وممارسات ليس لها داعي ولا مبرر ومن المفترض انه ظرف لتقديم التعازي والتخفيف على المصاب من الصدمة التي المت به من فقدان عزيز عليه ، فنجد : يقدم المبعوث عن المسؤول عبارة احسن الله عزاك ثم يمر سريعا ليظهر للآخرين أنه قادم نيابة عن النظام المتمثل في شخص "علاّن" بينما المفترض ان يعود للمصاب ويجالسه ويخفف عنه ويدعو للميت ويجبر خاطره وهذا التصرف نجده قليل .
- نجد تسابق كبير للحضور لوفاة احد (....) وهذا التزاحم يخلقه اناس معينين بحيث يقربوا اصحاب المناصب والمقربون منهم وما شابه مما يخلق احراج شديد للمناضلين البسطاء من الناس والذين خانتهم الظروف ورمى بهم الحظ بعيدا عن عتبة القصر ليحلوا محلهم اصحاب النفوذ، ومن المفترض ان يقدم كل شخص التعازي حيث إنتهي به المقام دون تفرقة بين الناس وخاصة في مثل هذه المواقف فكيف بك تفاضل بين اشخاصا جمعهم قدر محتوم و انت توجه رسالة ضمنية مفادها أن هؤلاء افضل من اولائك، فلهذا نحن قدمنا إلى هنا.
اما هذا فكان مقاتل و ذاك ممرض و تلك إجتهدت في مصنع النسيج و هذه مربية  افنت عمرها مخلصة لعهد من عاشت بعدهم لترى بأم عينها ما لا يحمد عقباه... و آخر جريح يموت في طي النسيان، و سجين ظلم لسنوات دون ان يعرف السبب، هو الآخر ذهب في صمته خوفا على القضية الوطنية من نفض الغبار.... كلهم لم يجدوا من يخبر الرئيس و لو بمكالمة انهم إنتقلوا إلى ربهم الأعلى، دون ان يشتكو إلى خليفته في الأرض.
هكذا هي بعض القيادة الصحراوية و اتباعها المتملقين المنافقين الذين اوصلهم إخلاصهم حبا في التقرب إلى الحاكم و تقديم له خدمات عمياء، إلى ان يفرقوا بين المواطنين حتى في مثواهم الأخير، دون ان يدروا ان الله عز وجل، ندعوه ان يحكم بينهم بلطفه لا بعدله. و انهم نسوا ان الناس سواسية كاسنان المشط ، إنه لا يفرق يين ابيض عن اسود، ولا عربي عن عجمي إلا بالتقوى. 

1 التعليقات:

مقال عقيم عجز صاحبه ان يكون شجاعا ليوضح الأمور ويظهر المستور، بحيث لا يفهم منه شيء ما عدا التهجم على القيادة، وما دمت انت عاجزا على ان تقول الحقيقة كما هي بالأسماء والأرقام فلا تلومن بيادق القيادة اذا خافوا من الزعيم وطبقوا اوامره حرفيا، والشعب هو المنتصر، والسلام... إذا لم تكن لدينا شجاعة المواجهة فلا مجال للمعارضة لأن اول ما تتطلبه هو الشجاعة والقدرة على المواجهة وتقديم الحقيقة من دون خوف ولا وجل، فرحمة الله على صفحة خط الشهيد التي كانت تفضحهم بالأسماء والأرقام من دون تستر او جبن او حتى خوف من القيادة..... وشكرا

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review