11‏/12‏/2012

فريق الجلاّد وفريق الضحية بالصحراء الغربية

لخليفة دويهي
خرجت عصر اليوم من المنزل فوجدت امام البيت و الحي الذي أسكنه محـاصـرا كليـاً من طرف الشرطة بالزي المدني والرسمي والقوات المساعدة وأجهزة المخابرات و دوريات الأمن تراقب شارع ازرقطوني ذهاباً وإياباً . لا أعرف ماهو السبب ما أعرفه هو أن الحي الذي اسكنه يوجد به مقر قديم للمجلس الوطني لحقوق الانسان بالعيون .
أبطأت خطوات أقدامي، من اجل فهم ما يدور من حولي واصبحت تتوضح عددًا من الأمور اولها في مدخل شارع ازرقطوني قرب من شارع مكة . الشرطة تدخلت لمنع وصول مجموع من النشطاء الصحراويين لحقوق الانسان من اقتراب مكان محدد لتظاهرة سلمية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان.
مرة اخرى هم نفس ألاشخاص فريق الجلاّد وفريق الضحية ، يغذيهما تاريخ سياسي طويل في نزاع الصحراء الغربية. الفرق بين فريق الجلاد وفريق الضحية . هو أن الجلاد يقوم بعمله من اجل راتب شهري يصون كرامة جيبه لتعيش أمعائه وليست كرامة العقل والضمير. وجلاد لا يفقه شيء في قضية الصحراء الغربية وكل ما يفقه هو أن الصحراء مغربية ويجب أن يقنع الصحراويين بالحكم الذاتي ومغربية الصحراء بالعصي والهراوات .
يتغير فريق الجلاد من من شخص الى اخر لكن تبقى العقلية واحدة والضحية واحدة هم الصحراويين لمدة 36 سنة من الحكرة .
فريق الضحية هم اول شيء ضحية لكونهم صحراويين . والصحراويين ضحية والسبب تشبثهم بالارض والثقافة الحسانية وصحراويين ضحية والسبب لكون ملامحه صحراوية. كثير من ضحاياهم ضحايا  بسبب انمتائهم السياسي لجبهة البوليساريو او ماطلبتهم بالحق في تقرير المصير  .
بسبب قمع الجلاد اختار الضحايا الجدد الانتماء السياسي العلني والواضح للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب " بوليساريو" .
 وبعض من ضحايا أرتمى في حضن جلاد  وهذا امر يفسره علماء النفس بعقدة او متلازمة" ستوكهولم " (هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف).
الضحية يدافع عن قضية وعن الهوية وعن التاريخ وعن الجغرافيا وعن الانسان الصحراوي الذي هو جوهر قضية الصحراء الغربية .
 الضحية لا يدافع عن راتب شهري او مناصب سامية او بقع ارضية . البقع الأرضية التي يملكها الضحية في تاريخه هي معتقل تازمامارت و اكدز و قلعة مكونة و المعتقل السري الرهيب البسي سيمي بالعيون.
الغريب في كل هذا كيف سيقنع المغرب الصحراويين بالحكم الذاتي وكيف سيقنع العالم كله بمايفعله بالصحراويين قبل الصحراء .
لنفترض أن الصحراويين قبلو بالحكم الذاتي (وهذا شيئ من سابع المستحيلات ) كيف سيتعايش الضحية مع الجلاد.
يجب فهم شيء هو أن جوهر قضية الصحراء الغربية هو الانسان الصحراوي ويجب الاهتمام به وليس تحقيره واذلاله.
يمكن أن يستغني الصحراوي عن أي شيء إلا كرامته.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review