2‏/1‏/2013

بوابة بدون حارس

بقلم: المعتقل السياسي الصحراوي حسنا خلاد
على امتداد السنوات الأخيرة المنصرمة حققت القضية الوطنية انتصارات مهمة رغم أنها لم تغير شيئا على ارض الواقع، إلا أنها نجحت في إماطة اللثام عن الواقع الحقيقي الذي مافتئ كيان الاغتصاب يحجبه، جلها حسم في نزالات حقوقية وإعلامية، وبالرجوع إلى الوراء وتحديدا انتفاضة الاستقلال السلمية التي شاركت فيها بصورة فعالة أسماء نحتت الخريطة الحقوقية وأفنت زهرة عمرها في المرافعة عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها شعبنا من طرف الغزاة، شهدت بعد ذلك الساحة بزوغ بعض الجمعيات الحقوقية لا ريب أنها لعبت دورا رياديا آنذاك إلا انه في الآونة الأخيرة عرف العمل الحقوقي انحدارا ملحوظا من حيث الأداء وأصبح المشهد عموما يتسم بالفوضى والقصور الفكري ومضمارا لكسب الرهانات بين فلان وعلان، وبات كل متتبع لما يجري يصاب بالدوار ويفقد بوصلة التركيز، وأضحى هذا الميدان بوابة بدون حارس رغم أن هذا اختصاص له ضوابط لممارسته وينبغي أن يملك المرء الدراية الكافية وتتوفر فيه الشروط فكيف يعقل لأي كان مزاولته وهو لا يفقه حرفا واحدا من أبجدياته .
لقد عم الفساد وطم، والانتساب إلى العائلة الحقوقية أهون شيء وبدون معيار، يكفي أن يكون إسمك ضمن لائحة إحدى الوفود التي تزور مخيمات اللاجئين الصحراويين وان لم تستطع فيمكنك أن تندس في إحدى جمعيات التمييع وتنطق بآيات الولاء والطاعة كي تتوسط(الخيمة)وتحتل ركنا من أركان هذا الحقل المشاع، ثم إن اختلاف (كما يصفونه) إحدى ابرز الإطارات أرخى بظلال كثيفة، والأشخاص الذين يرجى منهم النفع ويفترض أن يكونوا قاطرة تدفع بهذا العمل إلى الأمام جعلوا من التباغض والتفريق والصراع شعيرة من شعائرهم مع ذالك يعتلون المنابر ليسمعوننا قطعة محترمة من النفاق ويتفوهون بالوحدة الوطنية ووحدة الصف وإن وأخواتها بدون أن يظهر أي خجل على صفحات أوجههم، وفي الحقيقة ليس لهم ما يخجلون عليه .
إن انعدام الوعي والإدراك جرى ويجرى استغلاله بكرم من لدن أناس جعلوا من البعض الأخر أداة لترويج بضاعتهم (الماركتينغ), فمن البديهي أن تلقى دعوات التحريض استجابة قوية هذه الآيام مع كل هذا يعتقدون أنهم ما شاء الله رموزا يحملون شعلة (الحرية) لكن في الواقع أعمالهم تنحدر بسرعة البرق إلى مقالب الزبالة، على من يقومون بتجيش الناس لتلميع صورتهم أن يلتزموا بقواعد العمل المهني بعيدا عن التحامل والشتائم والتخصص في تنزيل الباطل، فلا يمكن أن نمارس هذا النشاط بسلوك الفاشلين، فبعد ما تحول النشطاء الحقوقيون إلى رقم صعب في المعادلة يحسب لهم العدو ألف حساب وغدا لعملهم رنين يشد الانتباه تحول هذا الموضوع اليوم برمته من ملف ثقيل إلى مجرد تصفية حسابات تافهة مع احترامي لكافة النشطاء الحقوقيين الذين يعدون على أصابع الكف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review