14‏/1‏/2013

النقد بين ثقافة المعدة و ثقافة الروح

اسلامة الناجم
 إضعاف حديث، لا يعني إضعاف السنة، وكذلك نقد عمل  أو كاتب، لا يعني نقد الثقافة، حتى لو كان  الكاتب وزيرا (ة ) للثقافة، اجل تنقصنا ثقافة النقد، ذلك لأنه تنقصنا في الأصل ثقافة الكتابة، ولان ما هو موجود أو على الأقل ما هو منشور- لسبب أو لآخر-  لا يرقى - في معظمه- شعرا كان أو نثرا عن خربشة هواة،ولان الجزاء من جنس العمل – كما يقولون- سيكون النقد إن وجد أيضا خربشة هواة.
صدرت المجموعة القصصية " مرافئ الرمل "  العام المنصرم، وقرأها لاشك الكثيرون ومنهم – ربما- من أسكره سحر بيانها وجودة سبكها وعمق محتواها وجدّت معانيها و تعدد رسائلها و قيمتها الأدبية التي لا تضاهى!  ولم يكتب لنا احد من هؤلاء - نقدا- عن ايجابياتها ولا عن كيف ملئت الدنيا وشغلت الناس، ومع أن مقدمة الأستاذ الجزائري واسيني الأعرج جاءت حافلة بالشكر والثناء على المجموعة وعلى الكاتبة، لم يتقدم أيضا الناقد "المنصف" الذي يقيّم العمل إيجابا وسلبا، وعندما كتب من لم يدع انه كاتب ولم ينتحل صفة الناقد، ولم يسع في نشر خرباشاته، سطورا في "مثالب" المجموعة و"سقطاتها السياسية "على الأقل لان الكاتبة تشتغل بالسياسة وبالتالي لا يجوز لها مالا يجوز لغيرها حتى وان ألبسته ثوب القصة وسرابيل الأدب ، ظهر مقال " كتالوغ" تصادف أن صاحبه يعمل بوزارة الثقافة! يعلم الناس أصول النقد ومناهجه و أول ما يخطر ببالك وأنت تقرأ المقال سلسلة قواميس الجيب التجارية، التي تحمل عنوان كيف تتكلم اللغة الفلانية في خمسة أيام.
كلام مقال "نحن بين ثقافة النقد ونقد الثقافة" عام أو هكذا يحاول كاتبه " غير الناس ما ينخط لها بالمداك"، فهو مرة ينفي وجود النقد عندنا ومرة أخرى يتهمه بالسطحية وجنوحه إلى التجريح  و "تمراك لصباع " وهما أمران وقع فيهما المقال وصاحبه دون أن يقدم لنا البديل الذي مافتئ يتحدث عنه "النقد الايجابي" الذي يبتعد عن التعميم  ويأخذ بالإنصاف "ليشكل لنا صورة متكاملة للشيء محل النقد". وهذا كلام كبير وجميل لكنه لا "يخرج إلى شمس الإبداع بشيء" و ليس أكثر من النفخ في الهواء .
ففي مقال " مرافئ الرمل أو  مرافئ الخطأ" اجتهدت – والاجتهاد يحتمل الخطأ –  في تتبع ما رأيت انه سقطات في المجموعة القصصية "مرافئ الرمل" وقدمت أمثلة على ذلك بغض النظر عن صوابها أو خطئها ، في حين لم يقدم من رأى في نقدها نقدا للثقافة! أي شيء عدا كلاما  أجوفا يتستر بالتعميم ، تقطعه حكم بلهاء.
لا ليس الناقد عندنا  هو " ايكيو"  فهذا تعميم أيضا وتسطيح وتجريح وشتيمة في حق مجتمع دفاعا عن شخص ، من هنا يكون التعريف  الحقيقي ل"ايكيو" هو الشخص الذي يمدح مقابل العطاء، وللقراء – القضاة- أن يحكموا أي المقالين ينتمي إلى  ثقافة المعدة و ثقافة الروح.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review