11‏/2‏/2013

لا داعي للخوف من حرب مالي..


السيد حمدي يحظيه  
حرب مالي أو حرب فرنسا في مالي او الحرب تحت شعار " خرافة الجماعات الإرهابية" في مالي، أو الحرب التي ستجعل فرنسا تعود إلى القارة الإفريقية.
الكل متفق أن هذه الحرب هي حرب ابتدعتها فرنسا والمغرب من أجل هدفين: الأول مضايقة الجزائر ومحاولة زعزعة استقرارها بفتح ملف " ارض أزواد " " دولة الطوارق" وملف فصل الجنوب الجزائري الغني الذي كانت فرنسا تريده مستقلا ومنفصلا عن الجزائر في سنة 1963؛ والثاني هو العودة إلى إفريقيا.
في تحليلي الخاص ( رأي شخصي جدا) هذه الحرب ما هي إلا مغامرة ستخرج منها فرنسا خاسرة، ضعيفة. أي إن الذين يرون أن هذه الحرب ستقلب المنطقة راسا على عقب هم – في تحليلي- متخوفون من شيء قد لا يحدث إطلاقا.
ورغم أن كل التحاليل صحيحة فيما يخص مجرى الأحداث ( إنشاء الجماعات الإرهابية من طرف فرنسا والمغرب، تسوفيل الجزائر التي كانت تفاوض مع جماعة تحرير أزواد)  إلا إن الجميع قد يخيب تحليله في النهاية عندما يتعلق الأمر بالنتيجة. النتيجة حسب تحليلي هي هزيمة لفرنسا لا أكثر ولا اقل. الذين يقولون إن فرنسا ستعود إلى إفريقيا عن طريق هذه الحرب فهذا خطأ لإن فرنسا لم تخرج يوما لا من مالي ولا من تشاد ولا من بوركينا فاسو حتى تعود إليها. ورغم أن الذين يقولون أن فرنسا تريد عن طريق هذه الحرب إن تحي وتدعم بقوة " دولة" منفصلة في ازواد للطوارق في الجنوب الجزائري الغني لتقتطعه في المستقبل؛ رغم صواب هذا التحليل ومعقوليته إلا أن المشكلة في التطبيق. الطوارق الذين تريد فرنسا إن تدعمهم هم اشد كرها لها – تاريخيا- من جميع سكان المنطقة. الشيء الآخر أن الجزائر ليست دولة موز ولا دولة بطاطا حتى "تفندقها" فرنسا عن طريق هذه الحرب وتنشيء دولة على حدودها لتطيح بها في المستقبل.
الذين يعتقدون إن شرر هده الحرب قد يصل إلى الصحراء الغربية، وإلى المخيمات وإلى كذا وكذا فهؤلاء ايضا- رغم أحترامنا لرأيهم- قد لا يحدث شيء من هذا. فالحرب المذكورة انتهت قبل أن تبدأ، لإن ما يسمى الجماعات الإسلامية هي مجرد حديث خرافة؛ أي أن هذه الجماعات لم تطلق طلقة واحدة في وجه فرنسا التي جاءت بجيشها وطائراتها.
لكن لو سلمنا جدلا إن فرنسا تريد أن تبقى في المنطقة المذكورة لتضايق الجزائر هل هناك من يعتقد أن فرنسا تستطيع أن تبقى على الارض في المنقطة المذكورة، وان الجماعات المسلحة التي هربت إلى الجبال ستتركها تقيم متاريسها في المنطقة. إذن التواجد على الارض الذي هو أساس  بقاء أي استعمار هو مستحيل في المنطقة المذكورة للاسباب التي ذكرنا.
البعض يقول إن فرنسا أكتشفت بواسطة اقمارها الصناعية بحرا من البترول على الحدود الجزائرية المالية، وتريد عن طريق هذه الحرب إن تستغل هذا البترول. هذا ايضا، رغم معقوليته- ربما- قد يكون حقيقيا، لكن المشكلة في تصدير هذا البترول وعن طريق اية منطقة وصعوبة الخفر عنه واستخراجه ووو. وحتى لو كان البترول المذكور خارج حدود الجزائر هل كانت هناك ضرورة تجعل فرنسا تقوم بهذه الحرب؟ لو كان هناك بترول في المنطقة التي تحدث فيها الحرب لما كان هناك داعي للحرب لإن فرنسا تستطيع أن تستغله دون حرب بسبب سيطرتها الفعلية على مالي، ولإن الجزائر لن تتدخل في ما هو خارج حدودها.            
إذن لا داعي للقلق من حرب مالي وكل ما ننتظر هو أن تعلن فرنسا خسارتها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review