11‏/2‏/2013

واقعة أكديم ازيك أذلت سلطات الاحتلال وأربكت نخبه

محمد لبات مصطفى
كم هو عال، ومحتفىً به ، ذاك الصوت الحافل بالفداء، وبالارادة الواعية ، وبالمبدئية و الوطنية. كم هو مسموع ذلك الصوت القادم من سجن سلا 2، والصادح بتطلعات أبطال أكديم ازيك، عنوان إحترام الصحراويين وتقديرهم.
 ان السند الشعبي الذي يتلقاه اليوم أسود أكديم ازيك ، والادانة الواسعة من طرف الرأي العام الدولي ــ الذي لم يستطع التزوير المغربي أن يطمس بصيرته ــ هما انعكاسًا ليقين الجماهير الصحراوية، بعدالة موقفها في الدفاع عن وطنها، وأيضا رسالة تعرية لفرية "المغرب الجديد" الذي أذلت سلطاته واقعة اعتقال أبطال أكديم ازيك، كما أذلتهم من قبل صلابة أمينتو حيدار و مرغت بصمودها أنفهم بالتراب ، حيث عادت الى وطنها المحتل، مكرمة، معززة، وسط حالة من الاستعصاء والإرباك التي انتابت سلطات الاحتلال ونخبه؟.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ان التاريخ قد سجل لأهلنا في المدن المحتلة، وقفات مشهودة مع شعبهم الصابر، قهروا فيها الخوف والمستحيل، بشكلٍ يفخر به كل صحراوي ،كحالة أبطال اكديم ازيك اليوم، ومن قبلهم علي سالم التامك ورفاقه، الذين حفظت الذاكرة الجمعية صمودهم، على نحو خاص. فخرجوا من السجن، والمحاكمات العسكرية، رافعين رؤوسنا قبل رؤوسهم. وهم يدركون ان حقهم وواجبهم المقاومة بكل الوسائل المتاحة، وبقدر ما يستطيعون، فالاحتلال وجد من اجل ان يقاوم دائما ، تحت راية المصير المشترك، وعبر المواجهة الشعبية المستمرة.
 ان الذاكرة الجمعية تحفظ على نحو خاص كل ممارسات هدر الكرامة، وأطلاق النار والحقد على " أخوت أجمالهم" وتعمل في اللاوعي على رد الاعتبار بابتكار الأساليب الملائمة، لرفض سلطة "هاجوجا وماجوجا" التي استباحت كرامة شعبنا، وشجعت عساكره وبوليسه، وكل تلاوين أجهزته القمعية، وزينت لهم أفعالهم؟. حيث حرقوا بالنابالم، البشر والشجر والحجر، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة لحياة وحقوق المدنيين العزل، بدءا من أزبارة حوزة، وليس انتهاء بآكدز، في سنوات سموها سنوات الجمر والرصاص، مثلما سمى الحسن الثاني قلعة مكونة السيئة الذكر ب"حديقة الورود!! " والنتيجة مع الأسف انه لا توجد خيمة، على امتداد جغرافية الوطن الا وما زال الحزن يسيطر عليها لمقتل اب او اعتقال ابن او اختفاء شقيق؟.     يخطئ من يظن أن جيشا من الجلادين الجلادين، وبضعا من السجون، والأجهزة الاستخباراتية الفتاكة، المشتغلة ببث التفرقة بين المواطنين الصحراويين ، قادرة على إخراس صوت شعبنا في المدن المحتلة، وجنوب المغرب.
لأن شعباً سجَّل سفراً من البطولات والتضحيات الأسطورية، وصمد في وجه أعتى هجمة استعمارية، مدججة بأفتك آلات الموت المتطورة وأضخمها، سيظل قادرا على ابتكار جديده النضالي، واستنساب أشكاله المناسبة.  نحن ندرك ان الصعوبات، والتعقيدات، والتحديات..التي تنتظر أبطال المقاومة، كبيرة وثقيلة، ولسنا في وارد أن نعددها لأن الكثير سيفوتنا، ولكن الضمانة الوحيدة هي في استمرار الثورة. ونشطاء الأرض المحتلة يعرفون ذلك.
  وستكون غدا بعون الله، حرارة الاستقبال الحاشد وحفاوته في مدننا المحتلة، لأبطال أكديم ازيك، رسالة تجديد لعهد المقاومة، التي أضحت خططها وبرامجها، واقعا سياسيا، تحصد نتائجه، وتتحقق أهدافه على الأرض.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review