7‏/2‏/2013

قراءة اولية في محاكمة ابطال اكديم ايزيك

محمود خطري
ان المتابع البسيط لفصول محاكمة ابطال ملحمة اكديم ايزيك ،يتوصل الى الى خلاصتها بسرعة فائقة ، والحقيقة ان المحاكمة التي اجرتها سلطات الاحتلال المغربية لهؤلاء النشطاء الحقوقيين باطلة وغير شرعية للاسباب التالية
طبيعة المحاكمة دليل على بطلانها
ان الكثير من الدول  البوليسية  من بينها المغرب ،والتي تفتقد لادنى شروط احترام المحاكمة العادلة ، تلجا لمحاكمة معارضيها وتقديمهم للمحاكم العسكرية ، كونهم يرتكبون اعمالا تمس بامن الدولة وسلامتها كمبرر لتغطية العجز والفشل وعدم تحقيق العدالة ، والمحاكمة العسكرية للمعتقلين السياسيين الصحراويين باطلة وغير شرعية
ـ كونها محاكمة احتلال غير شرعية وتحاكم اشخاصا ينتمون لاقليم متنازع عليه  وبالتالي لا يجوز تقديمهم لمحاكمته 
ـ ان النشطاء الصحراويين هم سجناء رأي وبالتالي لا يمكن محاكمة احد بمجرد التعبير عن رأيه السياسي وفق القانون الدولي
ـ وهذا ما تنص عليه دساتير الدول بما فيها المغرب الذي يتناقض مع نفسه  في هذه المحاكمة ،ويجهز على دستوره بطريقة مكشوفة
ـ المعتقلون السياسيون الصحراويون هم مدنيون، وبالتالي وجب تقديمهم للمحاكم المدنية بالصفة
ومن هذه المنطلقات  تنكشف طبيعة المحاكمة وزيف ادعائها
ـ المعتقلون الصحراوين لا يقومون بعمل تخريبي ،و لا يمسون بامن دولة الاحتلال ، بل يقومون بالتعبير الحر  والمطالبة بمطلب شرعي وحق طبيعي تكفله المواثيق والاعراف الدولية 
على المغرب ان يحاكم نفسه قبل الاخرين
ان محاكمة المعتقلين السياسيين الصحراويين لتعبيرهم عن ارائهم السياسية ومواقفهم من القضية الصحراوية يتناقض مع سلوك المغرب اذ انه يتفاوض مع جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي ويجلس معها على طاولة المفاوضات على اساس تقرير المصير ومن ثم يحاكم اشخاصا لمجرد تعبيرهم السلمي عن هذه القضية  وبالتالي على المحكمة ان تحاكم دولة الاحتلال قبل محاكمة هؤلاء الاشخاص ثم ايضا عليها ان ترفع الدعاوى ضد هيئة الامم المتحدة ومؤسساتها والمبعوث الشخصي كونهم ضالعون في القضية
المعتقلون من لجنة للحوار الى قفص الاتهام
الغريب في الامر ان هؤلاء النشطاء كانوا وسيطا في لجنة الحوار ،بين جموع المحتجين في المخيم وسلطات الاحتلال، لتنقلب هذه الاخيرة عليهم لتقلب الطاولة وتنفرد بالقراروحيدة  متنصلة  من كل الالتزامات التي توعدت بها ايام احداث اكديم ايزيك ،فهؤلاء الابطال هم من كانوا يديرون الحوار ،ويشرفون على تنظيم الادارة بطريقة سلمية وحضارية مسؤولة  ، مكونين بذلك حلقة وصل ، بين ادارة الاحتلال ومطالب المحتجين الصحراويين وشعاراتهم العادلة ، ولما فشلت ادارة الاحتلال في ثني الصحراويين عن مطالبهم المشروعة في مخيم اكديم ايزيك ، قامت بتفكيكه بطريقة عدوانية وحشية ، لتلقي القبض على النشطاء الصحراويين ، وتزج بهم في السجن بدون جرم يذكر، سوى دفاعهم المستميت عن مطالب المخيم المشروعة وعدم استسلامهم لاغراءات العدو ومؤامراته.
سيناريو التاجيل القديم الجديد
لم يكن ينتطر من اطوار المحاكمة شيئا جديدا ، بل كان المتوقع ان تؤجل المحاكمة الى اجل مسمى او غير مسمى، كون سلطة الاحتلال المغربي ليس  لديها من ادوات الضغط  . سوى التاجيل ، قصد المماطلة والتعطيل  لربح الوقت وتشتيت الذهن واللعب على المعنويات والجهد ، خاصة وان العديد من المواطنين الصحراويين قدموا من المناطق المحتلة لمؤازرة المعتقلين السياسيين الصحراويين للوقوف معهم ، لذلك تلجا سلطة الاحتلال المغربي لإطالة بقائهم بعيدا عن المناطق المحتلة في انتظار موعد جديد للمحاكمة .
المستوطنون المغاربة  من وسيلة للغزو الى بلطجية للاستفزاز
نتذكر جميعا المسيرة الحمراء التي غزت بلادنا ، والتي كان ابطالها الالاف من جياع المغرب واصحاب والسوابق والمدمنين وبائعات الهوى ، الذين اوهمهم الحسن الثاني بجنان الصحراء الغربية وضمان عيش رغيد ومستقبل واعد فيها ،فشارك فيها هؤلاء المشردون في تلك المسرحية المكشوفة ، ليسند لهم دور المستوطن المزروع في قلب المد الصحراوية المحتلة ، لتغيير وجهها الحقيقي وطمس معالمها ، والتغلب على العنصر الصحراوي ـ بانتشار الاف المستوطنين المغاربة كالذباب في كل الشوارع والازقة والمقاهي ، اضافة الى ذلك دورهم الاستخباراتي ، وجمع المعلومات وتقديمها لسلطات الاحتلال ، لكشف كل شاردة وواردة في المنطقة ، وتتبع سلوك ونشاط المناضلين الصحراويين وعملهم النضالي .
واليوم بفعل الانتفاضة المستمرة والمتأججة داخل الارض المحتلة ، صار هؤلاء المستوطنون يقومون باستفزاز الصحراويين ، بمناسبة وبدونها مستفيدين من عددهم الهائل المنتشر في المدن المحتلة ومن تغطية سلطات الاحتلال وحمايتها لهم ـ في كل عمل عدواني يقومون به ضد الصحراويين .
واثناء محاكمة ابطال اكديم ايزيك ، ظهرت مجموعة من هؤلاء البلطجية مرتدية الزي الصحراوي مطالبة بمحاكمة الابطال الصحراويين ـ وذلك قصد مغالطة الصحافة والمراقبين الدوليين ، دون حياء ولا خجل بطريقة مثيرة للتقزز والاشمئزاز ، وبنية مبيتة ضد الصحراويين للنيل منهم والتاثير على معنوياتهم ، لكنهم لم يستطيعوا تمثيل الدور باتقان اذ سرعان ما كشف المراقبون والصحافة زيف ادعاءاتهم ، فتحول استفزازهم الى فضيحة.
عائلات " الضحايا" المغاربة ... اضربني وابكى واسبكني واشكى
اثناء محاكمة ابطال اكديم ايزيك ،ظهرت مايسمى بعائلات الضحايا المغاربة الذين ماتوا في اكديم ايزيك ، وهم مشحونون بوطنية وهمية ـ للاقتصاص ممن قتل أبناءهم في اشارة الى الصحراويين ،في حين يجهلون او يتجاهلون ان الذي قتل ابناءهم هو المحتل المغربي ، وليس صحراويين مدنيين يرفعون مطالب سلمية ، ولا يحملون سيفا ولا خنجرا عكس الجنود المغاربة الذين كانوا مدججين بالسلاح ، اضافة الى ان هؤلاء هذه العائلات المغربية تدفع بابنائها الى الموت في بلد محل نزاع لدى المنتظم الدولي ، وبالتالي هم في حالة حرب ويعرفون انهم قد يموتون في اية لحظة .
معتقلو اكديم ايزيك ... رموز شعب وسفراء قضية
ان المحاكمة العسكرية الظالمة لابطالنا ومهما كانت مدة الحكم الصادر عنها ولا كيفيته ، الا ان الجلاد سيبقى نكرة في التاريخ ورمزا للتقزز، فكم من قاتل وسجان لعظيم من عظماء التاريخ ، مات ولم يذكره احد ، بل البطل وحده هو من يبقى رمزا للتالق ، تتوارثه الاجيال وتنقشه في الذاكرة الجمعية للشعب ، وسفيرا فوق العادة لقضية مقدسة ، هذا السفير هو المعتقل السياسي الصحراوي ، مرافعا عن قناعته ساخرا من سجانه وقاضي حكم الاحتلال ، لانه يعتبر نفسه قد مد جسمه جسرا كي يمر الرفاق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review