11‏/2‏/2013

عندما يغيب الأخر ....نحن على المحك


نفعي احمد محمد
 ماراثون الصحراء 2013 امتحان على الأرض
في السنوات القليلة الماضية ولكثرة ما زارنا متضامنون وشاركونا أفراحنا وتقاسموا معنا أتراحنا ، لدرجة صرنا فيها نتساءل ما مدى نجاح تظاهراتنا من دونهم ، وهم الذين أخذوا المشعل أكثر منا  وبادروا دفاعا عن قضيتنا وحملوا على عاتقهم زمام آمالنا حتى أصبحت الخشية أن يغدو أكثر نضالا منا في قصة صمود أعجبتهم ولكثرة تقاعسنا أو سذاجتنا امتلكوها بجدارة ، بتعاطف وألفة غريبة ومحبة على "الأقل في ظاهرها تبدوا كذلك " ، ولو أتونا بسهامهم وسيوفهم وجيوشهم الجرارة لفضلنا الانتحار الجماعي على أن نتعايش معهم ، ربما لأننا آثرنا المظاهر حتى في حتفنا أو طيبتنا المتناهية تجعلنا نحتفي بأعدائنا إن ابتسموا ونلتهمهم لمجرد المجاهرة بنواياهم وليس هذا مجال الطرق والتحليل آنيا .
الصحراء ماراثون فكرة تضامنية بامتياز ولجت المخيمات قبل ثلاثة عشرة سنة ، وعكف منظموها على تقديمها في نسخ متتالية مثالية كنا أبعد من أن نتصورها بذلك الإخراج والتنظيم والدقة وحجم المؤيدين لولا أن جنينا نتائجها وبالملموس .
وقد يرى الكثيرون أن الماراثون ليس غاية في حد ذاته بقدرما هو وسيلة للتعريف والتحسيس بقضيتنا وإيصال رسالة شعبنا من بوابة أهل الرياضة ومتتبعيها ، إنما ما ضير أن نستفيد من كل ذلك مع إضافة تكوين فرق رياضية وتأطير القدرات الشابة المؤهلة وصقل مواهبها وتقوية هياكلنا الرياضية  وإثراء تجربتنا في المجال وعنده سنفتح آفاقا مع الأخر لا تتوقف عند تنظيم ماراثون من عدمه . 
رياضيا هل استوعبنا دروس تجربة السباق التضامني بعد كل هذا   وهل تمكنا من محاكاة الآخرين بما يكفي ؟ وهل وسعنا أن نفهم سهولة الماراثون على صعوبته في المخيمات ؟ والى أي مدى ما برحنا أماكن المتفرجين أو تأمين الأدوار التقنية واللوجستيكية على حساب الجوانب الفنية والتخصصية في المجال ؟  وكم رياضيا أعددنا طيلة السنوات الماضية وعلى أي أسس تعاملنا مع الماراثونات ألاثني عشر السابقة ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة مجتمعة سنعرفها في السادس والعشرين من الشهر الجاري عندما نكون ملزمين بتنظيم الماراتون الثالث عشر بقدرات ذاتية وبرياضيين صحراويين "هذا ما جنته علينا الحرب على مالي والأزمة المالية العالمية واختطاف الرهائن وطبعا بعض ما سقنا أنفسنا إليه تهاونا وسهوا وعن طيب خاطر"  وقد يستدعي القائمون على التظاهرة بعض العدائين الجزائريين  على الرغم من البون الشاسع في الإمكانات البدنية والتقنية والفنية مع رياضيينا أو بالأحرى متطوعينا من المدارس العسكرية ومعاهد التكوين البيداغوجية والمهنية وجانب فرق من الولايات للوصول إلى الرقم خمسمائة عداء في مجمل السباقات مع أن لا احد من هؤلاء يحظى بتحضير بدني وتكتيكي وسيكولوجي يجعله في أفضل رواق لتحقيق النتائج المرجوة ، ونخشى أن تكون الأرقام من اجل إظهار القيم العددية المشاركة لا غير .
وبالعودة سريعا إلى نتائج الصحراويين في السباقات ألاثني عشرة الماضية فنجدها تكاد تكون معدومة إن لم تدخل في خانة الضعيف جدا في مسافات الماراثون 42 كلم ونصف الماراثون 21 كلم  ونكتفي في المطلق ببعض البريق للعداء صلاح الدين أحمتو أميدان أو قلة من الفتيات في مسافتي الخمس والعشر كليمترات ، مع التوقيتات الصحراوية في هذه المشاركات أبعد ما تكون عن التصنيف العالمي المحقق في المراتب الأولى على اختلاف المسافات .
ببساطة لو أراد القائمون على التظاهرة خيرا بالمشاركين وبالحدث لهم أن يعدوا خطة مدروسة الأبعاد والمرامي والأهداف منذ انتهاء كل طبعة ويسعون حثيثا لتحقيقها بتعاون كافة الشركاء ، وتوفير جوائز قيمة للفائزين وتخصيص حصص لإعداد الرياضيين وتمكينهم من التكوين المتواصل والمستمر وحتى إن لزم الأمر تأمين سفرهم إلى الخارج ومتابعتهم وحثهم على التجنيس والاحتراف أوروبيا ، و بنتائجه مستقبلا يغدوا أفضل سفير لوطنه ولقضيته بكل تفرد .  
أملنا كبير في أن تأتي طبعة هذا العام باللمسة الوطنية ليس من أجل تنظيم سباق وفقط لإيهام الكل بأنه باستطاعتنا تنظيم أحداث من هذا المستوى بمفردنا ، وإنما لتنفيذ مشروع أسمى وأكبر من أن يحصر في مجرد يوم للذكرى ، إن لم نستثمر ما سبق من طبعات فلتكن هذه البداية ، عوض انتظار المجهول .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review