11‏/9‏/2012

ماقبل التوقيع على وقف اطلاق النار ومابعده


اسلامه الناجم 
عقدين من الزمن مرت منذ ان دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ فجر يوم 06/09/1991، وها نحن ندخل في العقد الثالث ، ولا شيئ يلوح في الافق يبعث على الطمانينة ، كما انه لا عمل ايضا على الارض يبدد سحب اليأس التي بدات بالتراكم منذرة بمطر غير محمود العواقب .
لا يتعلق الامر هنا بالتشاؤم او التفاؤل، ولا بالأمل او الياس ، بل بالوقائع وكيف جرت وتجري على الارض منذ هذا التاريخ ، الذي صار فيصلا في مسار كفاح شعبنا من اجل حريته واستقلاله ، يقسمه الى مرحلتين ما قبل ال06/09/1991 ومابعده . 
بداية اريد التاكيد انه لا عيب في وقف اطلاق النار من حيث المبدأ، لافساح المجال لمساعي السلام ،بان تاخذ دورها ووقتها. واكرر هنا كلاما كتبته منذ سبع سنوات في جريدة المستقبل "النسخة الورقية يومها" ، "إن وقف إطلاق النار يوم 06/09/1991 كان انتصارا عظيما للشعب الصحراوي والبوليساريو جاء تتويجا لتضحيات جسام ، قدمها الصحراويون طيلة عقد ونصف من الحرب الضروس، وثمرة مستحقة لغرس عني به جيدا ، لاشك اذا ولا جدال في أن وقف إطلاق النار كوسيلة لاغاية كان مكسبا كبيرا وانتصارا رائعا وشاهدا جديدا على انتصار الإرادة الحرة ، وعلى عظمة الشعوب ان أرادت وقررت ، لقد كان ال06/09/1991 الاعتراف المغربي الرسمي والصريح بوجود البوليساريو ، و بوجود الشعب الصحراوي وتميزه ، كان إذعانا مغربيا للإرادة الصحراوية قبل الإرادة الدولية" . غير ان التعامل معه كخيار استراتيجي وحيد كان وسيظل الخطيئة التي تستوجب محاسبة صانعيها ، فبسبب هذا الخيار توقف العمل من اجل الحرية وبقي الامل وحده ، وانحرف سيرنا كثيرا وبعيدا عن الهدف المنشود.، بعيدا جدا جدا.
ما قبل ال06/09/1991
الجيش :
ماكاد عقد سبعينيات القرن الماضي يغرب حتى غدا جيش التحرير الشعبي الصحراوي قوة يحسب لها الف حساب في المنطقة، فقد تمكن من اخراج موريتانيا داداه من الحر ب ، لتصحح خطا استراتيجيا ماكان لها وهي الشقيقة تاريخا و ثقافة ودما ان تقع فيه، وتمكن ايضا من تمزيق الجيش المغربي شر ممزق، حيث خاض ضده ملاحم افنت الوية عن بكرة ابيها ، رغم الدعم الغربي والعربي السخي، ورغم التفاوت الهائل في العدد والعتاد، لقد مرق انف الجندي المغربي في التراب وهو الذي كان مضرب المثل في الشجاعة والاقدام، وجعله اضحوكة في العالم ، ومن يطالع كتاب جيل بيرو " صديقنا الملك" الفصل الذي يتحدث عن اغتيال الجنرال الدليمي، سيقف على وصف دقيق لتلك المرحلة، وسيعرف حجم الاذلال الذي تجرعه الملك المغربي الحسن الثاني وجيشه . ثم جاءت ثمانينيات القرن الماضي بتكتيك جديد لقوات الاحتلال المغربي، فقد هرع الغرب والشرق لحماية خادمه الامين ، حيث اعتمد سياسة الاحزمة الدفاعية ، وهو تكيتيك سقط ايضا في الاختبار ، اذا سرعان ما تكيف الجيش الصحراوي مع الاستراتيجية الجديدة واستطاع ان يخترقها كيف يشاء و ساعة يشاء.
لم تكن عدالة القضية وحدها هي سر قوة الجيش الصحراوي، بل كان التنظيم الجيد ايضا والاحترافية العالية والانتشار المدروس في مواقع حيوية، يضاف لكل هذا شجاعة فطرية للانسان الصحراوي، وعندما تيقن الحسن الثاني ان حسمه للصراع عسكريا من عاشر المستحيلات، مد رقبته للشروع في تطبيق مخطط السلام الاممي والافريقي والذي كان وقف اطلاق النار من شروط انطلاقه .
دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ والجيش الصحراوي قوة حقيقية على الارض يخشاها العدو ويحترمها الصديق ، ينتظم في نواحي عسكرية تتوزع على كامل التراب المحرر ، وعديد المدارس العسكرية والقواعد ذات السمعة الطيبة في تدريب وتاهيل الجندي، ينخرط فيه تطوعيا و بشكل يكاد يكون كليا جميع الرجال في دولة المنفى.
باقي المؤسسات الوطنية :
اضافة الى النجاح في بناء جيش حديث مرهوب الجانب ، لعل اهم منجزات الجبهة والدولة وزارتي التعليم و الصحة ، اذ ورغم قلة الوسائل والكفاءات حينذاك ، تم بناء هذه المؤسسات و تسييرها ، حيث تمكنت من استيعاب سواء داخل مدارس الدولة او في الدول الصديقة كل من هم في سن الدراسة ولم يكد يمضي جيل حتى كان حملة الشهادات والمجازين بالمئات وانتفت فيه الامية بشكل جذري تقريبا، اما صحيا فقد تم القضاء على جميع الاوبئة الفتاكة وبناء عديد المستشفيات والمستوصفات وباتت هي الاخرى تحوز سمعة طيبة في دول الجوار . 
لقد صارت الدولة الوليدة في المنفى مركز جذب لكل الصحراويين من شتاتهم في العالم ، وغدت محط انظار واعجاب وتوجس حتى، للكثير من دول العالم التي لها مصالح او ارتباطات بهذه المنطقة من العالم . 
الدبلوماسية :
جالت الدبلوماسية الصحراوية وصالت في امريكا اللاتينية وافريقيا واسيا وحتى اوروبا الشرقية ، وداخل المنظمات الدولية والقارية محققة انتصارات واعترفات بالدولة وبالجبهة ، وفرضت عزلة خانقة على المغرب في اي من المواقع التي دخلتها، و اصبحت البوليساريو في ظرف وجيز ايقونة حركات التحرير واكثرها شهرة ، وصارت انموذجا يحتذى كحركة فذة جمعت بنجاح بين تحرير الارض وبناء الدولة والانسان ، وفتحت عديد الدول احضانها للدولة الفتية واعترفت تباعا بها حيث اعترفت في اربع سنوات الاخيرة من سنة 1976 اي منذ اعلان الجمهورية 10 دول ، اما في السنة الذهبية للجبهة والدولة على السواء العام 1979 فقد اعترفت 17 دولة وهو رقم قياسي ، وبكلمة واحدة فان اكثر من تسعين بالمائة من الدولة التي تعترف بالجمهورية جاء اعترافها قبل 06/09/1991 اي 74 دولة من اصل 84. 
قد تكون المرحلة ما قبل وقف اطلاق النار شابتها اخطاء وخطايا عديدة ، لكنها ظلت محدودة التاثير، اقصد الاخطاء اما الخطايا فلا شي يحد اثرها او تاثيرها، وقد يكون صوت المعركة العالي وقدسيتها قد اخفى الكثير من عيوب قيادتنا التي منحتها المرحلة القا وبريقا نحتت مرحلة ما بعد 06/09/1991 الكثير منه لاسباب سياتي ذكرها .
مابعد ال06/09/1991 الفراغ يصنع الرداءة .
بعد صمت المدافع ، وظهور اولويات ومتطلبات اخرى عاجلة وملحة ، كان ازيز الرصاص ، ودم الشهداء وانين الجرحى يمنعها من الظهور او يلغيها تماما من كل حساب ، كان على النظام التكيف مع المرحلة الجديدة وهي مرحلة اتسمت بالجدة حتى دوليا فقد تزامنت مع سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي وبروز الولايات المتحدة لاعبا وحيدا في السياسة الدولية اضافة الى المساة الوطنية التي غرق فيه الحليف الجزائري وانسحاب ظله تدريجيا من الفعل والتاثير في كافة المحافل القارية او الدولية على السواء . مرحلة متسارعة ومتجددة بدات معها موجة العولمة في الاقتصاد والثقافة مصحوبة بثورة تقنية في الاتصالات والمعلومات غير مسبوقة في التاريخ البشري على امتداده الموغل في القدم ، وظهر العالم كله منسجم الى حد ما مع موجة التغيير هذه، الا نظامنا نحن وحده ظل بعقلية الامس متحجرا على "فكر " عفا عليه الزمن ، فقد كانت امامه فرصة سانحة لينخرط بشكل جدي في النظام العالمي الجديد محاباة على الاقل لواشنطون القوة الاعظم في عالم ما بعد الحرب الباردة، بان يسمح بالتجديد في هياكله وكوادره وذلك من خلال اتاحة الفرصة لديمقراطية حقيقية ، تراعي متطلبات المرحلة الجديدة ، و من شانها فرز قيادات تستطيع قراءة الواقع الجديد ، قيادة مسلحة بالقانون الدولي و تفهم اليات عمل الامم المتحدة و مجلس الامن ومنطق المجتمع الدولي القائم على المصالح وفقط .,وليس قيادة قال احد اطرها السامية في الخارجية يوما انها دخلت مخطط السلام بكل ثقة في الامم المتحدة ومؤسساتها وعلى راسها مجلس الامن لتتفاجأ بان الاخير ليس اكثر من تجمع لسماسرة المصالح ، مع ان حقيقة مجلس الامن و الفيتو واداء الامم المتحدة كلها معروفة لتلاميذ الابتدائية ، فما معنى ان تغيب عن قيادتنا نحن ؟! ترى كم من الحقائق او البديهيات مازال غائبا عن القيادة ؟.
كل هذه المتغيرات في العالم نحو الافضل تركتها قيادتنا ، جانبا لتعود "الى دار يامس" وترمي الدولة و الشعب في احضان القبلية ، وشغلت الشعب بلعبة قذرة فوزعت مؤسسات الدولة التي بنيت بالدم والعرق والدمع في المرحلة الاولى، غنائم على ازلامها فتوزعت الدولة ارثا الى "فرقان جديدة" على شيوخ جدد يحملون صفة وزراء وسفراء وقادة نواحي وفيالق ......... الخ . صارت القبلية التي كانت الى الامس القريب جريمة وطنية واللغم الموقوت الذي حذر منه مفجر ثورة ال20ماي الشهيد الرمز الولي مصطفى، صارت اوكسجين السلطة ورئتها ولعبتها، ونافست فيها عبث الاحتلال هناك بشعبنا تحت الاحتلال من خلال سياسة فرق تسد الاستعمارية الشهيرة ، مع فرق ان هدف الاحتلال من القبلية واضح ، فما هو هدف قيادة منها . 
الجيش :
في جو كهذا كان نصيب جيش التحرير الشعبي الصحراوي الاهمال ما دفع بالكثير من جنوده واطره الاكفاء الى الهجرة او ترك الميدان الامامي الى شؤون اخرى من شؤون الحياة العديدة لتامين لقمة العيش والمستقبل لابنائهم بعد ما رأوا رأي العين كيف ادارت السلطة لهم الظهر وباتت لها اولويات غيرهم ، لن اسهب في حالة الجيش ما بعد 06/09/1991 – فالامر يتعلق بمعنويات وبمؤسسة هي فخر الصحراويين – يكفي ان اقول ان حاله من حال الجرحى المنسيين في مدرسة الشهيد الشريف بعد ان تحول بعض قادته الى سماسرة وتجار ومهربين .
باقي المؤسسات الوطنية 
هي ليست افضل حال من حال الجيش ، فقد تردت وزارة التعليم والتربية الى قاع سحيق وكذلك وزارة الصحة وبسبب ذات سياسة الاهمال التي مست الجيش طالت وزارتي التعليم والصحة فهاجرت اطرهما بحثا عن فرص افضل ، حماية لانفسهم من سياسة تتبدل مع تبدل الوزير ، فبدت المدارس خاوية على عروشها ما اضطر الوزارة الى التوظيف العشوائي وعاد شبح الامية يطل من جديد وتفشت ظاهرة التسيب المدرسي ، وحار التلاميذ والمعلمين في المناهج الدراسية والمقررات المتقلبة هي الاخرى حسب رؤية الوزير الجديد ، وكذلك هي معاناة وزارة الصحة فقد اقفرت صيدليات المستشفيات والمستوصفات من الادوية التي طالتها التجارة ايضا ، واعادت الاوبئة الظهور من جديد .
لقد هاجر الى المنفى الاوروبي مئات الكوادر الصحراوية ، تبذل الدول عادة في سبيل تكوينها ملايين الدولارات وتنفقها كذلك من اجل تثبيتها والمحافظة على عليها فهي ثروة لا تقدر بثمن ، في حين اهدرها الاهمال وقصر النظر ، وقلة الحيلة والتشبث المرضي بالسلطة، و تحولت الدولة من مركز جذب للصحراويين من شتاتهم الى حالة طاردة للصحراويين نحو الشتات من جديد . لقد خصصت وزارتي التعليم والصحة بالحديث لانهما الاكبر من حيث استعياب وتاطير الموارد البشرية ولانهما الاهم استراتيجيا ، لكن يصح القول ايضا ان باقي الوزارات والمؤسسات ليست بافضل حال خاصة ما يطلق عليه القطاع الاقتصادي الذي صار وكرا للفساد والسرقة .
الديبولماسية :
رغم الانتشار الدبلوماسي الكبير في العالم اجمع من استراليا الى روسيا الى الارجنيتن والتواجد المكثف في عواصم العالم الصانعة للقرار، و رغم الجيش الهائل من الدبلوماسيين بمختلف الرتب من الوزير المنتدب الى السفير الى الممثل الى الى ، ولكم ان تتصوروا ضخامة الميزانية التي تصرف على هذا الجيش وهذا الانتشار ، رغم كل هذا واكثر لم يعترف بالجمهورية منذ وقف اطلاق النار الى الان سوى 10 دول ، بل العكس هو الذي حصل فقدت نكصت دول عديدة عن موقفها السابق ، والتعبير هنا مخفف جدا عن ما يجب قوله لشدة وقعه على النفس. 
اكثر من هذا فقد تم افراغ مخطط السلام الاممي الافريقي من محتواه ، وتم عزل افريقيا عن الملف وهي التي تعترف بالجمهورية ومنحتها عضوية بمنظمتها القارية ، ما كشف ظهر الجبهة واجبرها على تقديم عديد التنازلات في شكل مبادرات دون تحقيق تقدم ، ودون ان يقف نزيف التنازلات عند حد وسقطت معه جميع الخطوط الحمراء .
الفساد 
في مرحلة مابعد 06/09/1991 لم ينجح اي مشروع كما نجح الفساد وشبكته الممتدة والمتشعبة في كل مفاصل الدولة والجبهة ، لم تسلم منه اية مؤسسة كبيرة كانت او صغيرة ، ونمت طبقة طفيلية من اثرياء الحرب، وكبرت واثرت حتى صارت شريكا في القرار السياسي وغيره ، توجه دفة الدولة حيث شاءت تقرب من تريد و تبعد من تشاء، تتبادل هي والسلطة التملق والنفاق في ما بينهما ، ذلك ان معظم المتواجدين في السلطة امانة او حكومة، لهم باع كبير في اشاعة الفساد ورعايته وحماية الفاسدين من خلال منع اقرار اي قانون للمحاسبة او تعطيله ان وجد.
لم يعد الفساد او السطو على المال العام الان جريمة او حتى تهمة ، فبعد ان كان قبل ال06/09/1991 يمارس على نحو محدود و وفي خوف تام من الفضيحة بات بعد هذا التاريخ يمارس بكل "متن عين" وعلى نطاق واسع ،فلم يفعّل قانون اقرار الذمة المالية للوزراء امام البرلمان، ولايسمح رئيس الدولة الامين العام للجبهة نفسه بفتح ملفات الفساد، ويقف عند كل مؤتمر في وجه المؤتمرين وضد ارادة الشعب في محاسبة الفاسدين ولا احد يدري ما الحكمة من هذا التصرف الذي تكرر بشكل مستفز او ما الذي وراء الاكمة .
احسن الشعب الظن بقيادته واسلمها زمام امره دون نقاش لما تريد وتراه ، رغم كثرة تجاوزاتها و اخطائها ، لكن الرهان كان ان القوم حديثوا السن والتجربة و ان الوقت كفيل بانضاجهم وتعميق خبرتهم و تجربتهم ، بي ان د مضي اكثر عقد ونصف قبل 06/09/1991 وعقدين بعده ، لم تتعمق كل هذا الزمن الطويل تجربة الحكم الرشيد لديهم ، ولم تنضج خبراتهم السياسية ولم يكتسبوا مهارات دبلوماسية ولم تتسع افاق القوم ، المتغير الوحيد هو الثروة التي تضاعفت وتضاعفت عشرات المرات .
ثم ماذا بعد؟
ادرك جيدا ان قيادتنا تعرف من اين تؤكل الكتف، بل يكاد يكون العمل الوحيد الذي تتقنه بعد 06/09/1991 ، لكن عليها ان تدرك ايضا ان الوقت قد حان لفتح النوافذ من اجل التغيير من خلال التداول السلمي على السلطة وفسح المجال للديمقراطية الحقيقة، وليس المؤتمرات العشائرية ، يجب ان ينتهي عصر اللوياجيرغا ، والذي بات يصبغ جميع الاجهزة التنفيذية و حتى التشريعية الى حد ما، عندها سيستقيم الكثير من الامور التي انحرفت او حرفت عن مسارها القويم .
لقد جرت مياها كثيرة في النهر منذ ال06/09/1991 وتغيرت خرائط وعوالم وتحالفات، لكن مايحدث الان في المنطقة برمتها ، بمايسمى بالربيع العربي و استغلاله وخطفه من طرف حهات واجندات اخرى ، واخطر من هذا كله التحدي الامني وظاهرة الارهاب، ولعل حادث اختطاف المتعاونين الاوروبيين مازال ماثل في الذهن، كل هذه المعطيات لم يتم التعامل معها الى الان بالجدية المطلوبة ، واهمالها سيزيد الطين بلة وسيفاقم الامر – اخلاء المتعاونين و تصنيف المخيمات بالمكان الخطر على الاوروبيين- خطر الارهاب جدي وماثل للعيان والدولة نائمة في معسول الكلام والخطب الرنانة ،واجترار التعهدات والتطمينات الفارغة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review