أحمد الساسي
ـ تحية الصمود و الثورة،
ـ تحية للمناضلات و المناضلين الصحراويين ،
ـ تحية تقدير و اعتزاز لشهداء ثورة 20 ماي المجيدة و لأبطال انتفاضة الاستقلال و مثله من الوفاء و الإخلاص للجيش الشعبي الصحراوي المحرر للوطن و المدافع عنه و القادر على استرجاع ما تبقى من الأرض المحتلة ،
ـ تحية كبيرة و كبيرة جدا للجالية الصحراوية المقيمة بأرض المهجر و المؤمنة أكثر من أي وقت بحتمية النصر و الاستقلال، الذي يجب أن يتحقق بفضل صمود و تضحيات كل الصحراويات و الصحراويين أينما حلوا وارتحلوا،
ـ تحية تقدير موصونة بكل عبارات الاحترام للجنة المنظمة لهذا الملتقى التاريخي الهام ، ليس في حجمه و وطنية الحاضرين و تشبثهم بحتمية النصر و الاستقلال ، بل في القرارات التي سنخرج بها جميعا ، و التي ستكون ثمرة مجهودنا الفكري و العملي تجسيدا لمبادئ ثورة 20 ماي الخالدة و لكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادي الذهب ، الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي.
أيها الحضور الكريم:
أستغل فرصة تواجدي بينكم في هذا الملتقى الهام و التاريخي للتأكيد لكم أن قضيتنا الوطنية تمر بمراحل دقيقة و جد مهمة، فهي على المستوى الخارجي سجلت مجموعة من الانتصارات و المكتسبات نوجزها في النقاط التالية:
ـ تصويت البرلمان السويدي بإجماع على الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
ـ المكانة الهامة التي باتت تحتلها الدولة الصحراوية في القارة الإفريقية و العلاقات المتقدمة جدا لها مع مختلف دول أمريكا اللاتينية و مجموعة أخرى من دول العالم في قارات عدة.
ـ عودة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة " كروستوفر روس " لإدارة المفاوضات من جديد بين جبهة البوليساريو و المملكة المغربية المحتلة للصحراء الغربية و قيامه لأول مرة بزيارة العيون المحتلة و لقائه مع المناضلين الحقوقيين الصحراويين بمقر بعثة الأمم المتحدة " مينورسو "، و جاء ذلك بعد رفض المحتل المغربي استمرار السيد " كروستوفر روس " في مهمته كوسيط لإيجاد حل سياسي يقرر بموجبه الشعب الصحراوي مصيره.
ـ زيارة مركز روبرت كينيدي للعدالة و حقوق الإنسان و المقرر الخاص لمناهضة التعذيب التابع للأمم المتحدة للعيون المحتلة .
ـ موافقة البرلمان الأوربي على تعيين مقرر خاص لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.
ـ رفض الاتحاد الأوربي توقيع اتفاقية الصيد البحري مع المغرب بسبب استمراره في انتهاكات حقوق الإنسان و استنزافه للثروات الطبيعية للصحراء الغربية.
ـ فشل الدولة المغربية الكبير في المجلس الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد محاولتها الترشح لرئاسة هذا المجلس.
ـ فشل دولة الاحتلال المغربي في إقناع الدول العالمية الكبرى بأن جبهة البوليساريو هي حركة إرهابية ، و ظهر هذا الفشل في رفض هذه الدول هذا الحكم ، و على رأسها الدولة الفرنسية التي صرح وزير خارجيتها أنه " يستحيل اعتبار جبهة البوليساريو حركة إرهابية ".
ـ استمرار مجموعة من الدول القوية في دعم كفاح الشعب الصحراوي السلمي و مطالبتها بحقه في تقرير المصير، و على رأس هذه الدول الجزائر.
ـ زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر الأولى من نوعها بعد انتخابه كرئيس للدولة الفرنسية ، و هو ما أقلق دولة الاحتلال التي كانت فيما سبق هي من تحظى بهذه الزيارة بعد انتخاب رئيس جديد لفرنسا، التي صرح رئيسها " رولاند " بالجزائر أن حكومته مع حل سياسي يحترم الشرعية الدولية و فرارات الأمم المتحدة.
أما على المستوى الوطني، فيمكن أن نسجل:
ـ نجاح الدولة الصحراوية في عقد مؤتمرها 13 بحضور دول صديقة و منظمات حقوقية و إنسانية متضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي ووفد من المدن المحتلة .
ـ استمرار زيارة مناضلين صحراويين من المدن المحتلة و مناطق جنوب المغرب و المواقع الجامعية المغربية لمخيمات اللاجئين الصحراويين ، بالرغم من السياسة القمعية للدولة المغربية المحتلة.
ـ مواصلة المواطنين الصحراويين التظاهر السلمي بالمدن المحتلة للمطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال و بالاستفادة من ثرواتهم الطبيعية و المعدنية.
ـ التركيز على وحدة الجسم الصحراوي ، بالرغم من السياسة العنصرية المبنية على التفرقة و تشجيع القبلية و الإقليمية التي تنهجها دولة الاحتلال المغربي.
ـ رفض الوطنيين الصحراويين المستمر لأي حل لا يحترم إرادة الشعب الصحراوي و حقه في الاستقلال ، و هو ما تجلى بشكل واضح في فشل الدولة المغربية تمرير ما سماه بالحكم الذاتي من خلال إنشائه للكوركاس ، الذي مات حتى قبل أن ينشأ و الدليل على ذلك:
° استمرار المواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة بالجهر بمواقفهم المؤيدة للاستقلال.
° فشل الكوركاس و عجزه التام عن تمرير سياسة الغزو المغربي ، و هو ما يجعله في موت سريري أمام مواصلة المدنيين الصحراويين لنضالهم السلمي.
ـ الدور البطولي و الرائع للمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ، الذين يواصلون عملهم الحقوقي و دفاعهم عن حقوق الإنسان و تنديدهم بسياسة الاحتلال المغربي ، بالرغم من القمع الشديد و الحصار العسكري و البوليس و الإعلامي المضروب على المدن المحتلة ، و بالرغم من إمكانياتهم المتواضعة.
ـ صمود المعتقلين السياسيين الصحراويين و دفاعهم عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال داخل السجون و المحاكم المغربية ، بالرغم ما يكابدونه من معاناة صعبة ناتجة عن التعذيب و سوء المعاملة وصلت إلى حدود ممارسة الاغتصاب على مجموعة منهم.
ـ تحدي الطلبة الصحراويين في العديد من المواقع الجامعية لآلة القمع المغربي و تنظيمهم لمظاهرات سلمية مردديين شعارات مطالبة بالاستقلال و حاملين للأعلام الوطنية المخلدة للذكريات الوطنية و المتضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي في أرض اللجوء و المدن المحتلة.
أيتها الحاضرات، أيها الحاضرون:
تلكم أهم ما يميز وضع قضيتنا على المستوى الدولي و الوطني ، و كما لاحظتم فإن كل هذه المكاسب لم تأت هدية من أحد أو هكذا اعتباطا، بل جاءت نتيجة تضحيات جسام قدمها و يقدمها كل الوطنيون الصحراويون ، الذين تحكمهم المبادئ الوطنية الثمينة و الغالية و الغيرة على الوطن الحبيب ، و طن الشهداء و جرحى الحرب و ضحايا القنبلة بانابالم و القوسفور الأبيض المحرمين دوليا و ضحايا الألغام و ضحايا الاختطاف و التعذيب و الاغتصاب و المحاكمات الجائرة و القاسية ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين و المدافعين عن حقوق الإنسان بسجون الاحتلال المغربي.
لم تأت هذه المكاسب ، إلا لتؤكد على أن هناك شعبا لازال مستمرا في النضال وفق ما رسمه الشهيد الثوري الولي مصطفى السيد ورفاقه الذين إما أنهم استشهدوا أو باقون مستمرين في النضال و الكفاح من أجل هذا الوطن ، الذي هو وطن للجميع ، للذي يوجد هنا بالمهجر و بموريتانيا و مناطق جنوب المغرب و الصحراء الغربية و أرض اللجوء ، و بأي مكان في العالم ، فهو و طن يتسع للجميع ، و الجميع يجب أن يدرك ذلك و يدرك أن هذا الشعب وجد ليموت موحدا لا مقسما ، لينتصر لوحدته لا لتشتته ، لنزع الخوف عن كل أجياله ، لا أن تبقى أجياله خائفة و مترددة عن صنع المستحيل و تحقيق المبتغى الذي هو استقلال ، استقلال ، نصر ما بعده نصر إنشاء الله.
إنني أتحدث لكم بصفتي طالبا بالسويد و قبلها مناضلا بمخيمات اللاجئين الصحراويين و قبل هذا ذلك ، مناضلا بسيطا بمناطق جنوب المغرب و المدن المحتلة ، عمري رغم صغره اختمر جميع هذه التجارب المؤسسة على الفعل و المبادرة، لأن الصحراوي أينما وجد فيجب أن يظل يفعل و يتفاعل مع القضية الوطنية ، و لأنه أيضا و مادامت هذه الانتصارات التي تحدثنا عنها متواصلة و مؤرقة للعدو ، فيجب أن يستمر المناضلون في الفعل و العطاء ، و الخلق و الإبداع ، في الثورة و النضال حتى انتزاع النصر الأكيد.
إنني سعيد جدا ، جدا بتواجدي معكم في هذا الملتقى الهام ، الذي أتمنى أن يتكلل بالنجاح و التوقيف و بتوصيات هادفة تقدمنا خطوات إلى الأمام ، لأن قضيتنا الوطنية في حاجة ماسة لفكرنا و لاقتراحاتنا ، على اعتبار أن اليد الواحدة لا تصفق و أن الفرد الواحد أو الجماعة المتكونة من أفراد محددين لا تخدم قضايانا ، فوحدة الكل كبنية تبدأ بتوحد الأجزاء و بلوغها قمة العطاء حينما تكون مسيرتها قوية و أهدافها واضحة ، فكلنا هنا ننطلق من مبادئ 20 ماي و بأن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي ، فلا خوف إذن على ملتقانا هذا التاريخي و الهام.
فنحن كجاليات صحراوية ، كل منا يطمح لأن يكون وطن الصحراء الغربية مستقلا ، لأن في استقلاله فوائد لنا على الأقل يجمعنا في وطن واحد نسكن إليه و يسككنا بدفئه و حبه و جماله و ثرواته ، التي تسيل لعاب دول كبرى عظيمة في التاريخ.
و لذلك ، و أنا أحيي البعد الكفاحي و النضالي للجاليات الصحراوية في مختلف دول العالم و الغيرة على وطننا الحبيب الغالي ، الذي منا من رآه منذ 04 عقود و من لم يراه أبدا و منا من حاول زيارته ، لكن لم يستطع البقاء فيه طويلا ، ليس لأنه مل من رؤيته و العيش مع ما تبقى من أفراد عائلته و شعبه الكريم ، بل لأن جبروت الاحتلال و قمعه لازال مسلطا على رقاب مدنيين صحراويين أبرياء عزل.
و لهذا ، أقترح أن لا تتوقف غيرتكم على الوطن الحبيب ، إن على المستوى العاطفي و الوجداني و إن على المستوى المعرفي و الاجتماعي و التاريخي ، لأنكم جزء منه و هو جزء منكم.
و أستغل فرصة تواجدي للإدلاء بمقترحات عملية، أوجزها فيما يلي:
ـ ضرورة توحدنا كجاليات صحراوية وصياغة برامج موحدة سنويا يلتزم كل منا بتطبيقها و الفعل فيها.
ـ ضرورة التحرك كجاليات على أعلى مستوى لدى صانعي القرارات و لدى كبرى الشركات العالمية بالعواصم التي نشتغل بدولها للتحسيس بخطورة الوضع بالمدن المحتلة و باستنزاف الخيرات التي بجب أن تتوقف.
ـ العمل على خلق تنسيقية للجاليات الصحراوية تضم أعضاء يشهد لهم بالنضال التاريخي و النزاهة العملية و الفكرية بمختلف البلدان العالمية التي تتواجد فيها الجاليات الصحراوية.
ـ الاهتمام و التواصل مع مناضلي المدن المحتلة و مناطق جنوب المغرب و المواقع الجامعية المغربية و مع المعتقلين السياسيين و المدافعين عن حقوق الإنسان.
ـ التفكير في القيام بزيارات سنوية لوفود من الجاليات الصحراوية للاجئين الصحراويين للتضامن معهم و مع معاناتهم و لتحقيق المزيد من الوحدة الوطنية.
ـ التفكير في تخصيص يوم في السنة لتخليد يوم الجالية الصحراوية بتنسيق مع وزارة المدن المحتلة و الجاليات و الريف الوطني.
ـ التواصل مع الإعلام الوطني المرئي و المسموع و المكتوب لتخصيص برامج تتحدث عن الجاليات الصحراوية و عن معاناتها و مختلف أنشطتها بهدف التعريف بهذه الشريحة المهمة و الحفاظ عليها.
ـ التفكير في خلق موقع بالشبكة العنكبوتية ينقل كل جديد عن الجاليات و الصحراوية و يعرف بها و بتاريخها و تضامنها.
ـ تخصيص أيام تضامنية للجاليات الصحراوية للتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة و مع المعتقلين السياسيين و المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان.
ـ ضرورة مساهمة الجاليات الصحراوية في مختلف المناسبات الوطنية و في المهرجانات و المظاهرات التي تعيشها المدن المحتلة.
ـ تحية الصمود و الثورة،
ـ تحية للمناضلات و المناضلين الصحراويين ،
ـ تحية تقدير و اعتزاز لشهداء ثورة 20 ماي المجيدة و لأبطال انتفاضة الاستقلال و مثله من الوفاء و الإخلاص للجيش الشعبي الصحراوي المحرر للوطن و المدافع عنه و القادر على استرجاع ما تبقى من الأرض المحتلة ،
ـ تحية كبيرة و كبيرة جدا للجالية الصحراوية المقيمة بأرض المهجر و المؤمنة أكثر من أي وقت بحتمية النصر و الاستقلال، الذي يجب أن يتحقق بفضل صمود و تضحيات كل الصحراويات و الصحراويين أينما حلوا وارتحلوا،
ـ تحية تقدير موصونة بكل عبارات الاحترام للجنة المنظمة لهذا الملتقى التاريخي الهام ، ليس في حجمه و وطنية الحاضرين و تشبثهم بحتمية النصر و الاستقلال ، بل في القرارات التي سنخرج بها جميعا ، و التي ستكون ثمرة مجهودنا الفكري و العملي تجسيدا لمبادئ ثورة 20 ماي الخالدة و لكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادي الذهب ، الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي.
أيها الحضور الكريم:
أستغل فرصة تواجدي بينكم في هذا الملتقى الهام و التاريخي للتأكيد لكم أن قضيتنا الوطنية تمر بمراحل دقيقة و جد مهمة، فهي على المستوى الخارجي سجلت مجموعة من الانتصارات و المكتسبات نوجزها في النقاط التالية:
ـ تصويت البرلمان السويدي بإجماع على الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
ـ المكانة الهامة التي باتت تحتلها الدولة الصحراوية في القارة الإفريقية و العلاقات المتقدمة جدا لها مع مختلف دول أمريكا اللاتينية و مجموعة أخرى من دول العالم في قارات عدة.
ـ عودة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة " كروستوفر روس " لإدارة المفاوضات من جديد بين جبهة البوليساريو و المملكة المغربية المحتلة للصحراء الغربية و قيامه لأول مرة بزيارة العيون المحتلة و لقائه مع المناضلين الحقوقيين الصحراويين بمقر بعثة الأمم المتحدة " مينورسو "، و جاء ذلك بعد رفض المحتل المغربي استمرار السيد " كروستوفر روس " في مهمته كوسيط لإيجاد حل سياسي يقرر بموجبه الشعب الصحراوي مصيره.
ـ زيارة مركز روبرت كينيدي للعدالة و حقوق الإنسان و المقرر الخاص لمناهضة التعذيب التابع للأمم المتحدة للعيون المحتلة .
ـ موافقة البرلمان الأوربي على تعيين مقرر خاص لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.
ـ رفض الاتحاد الأوربي توقيع اتفاقية الصيد البحري مع المغرب بسبب استمراره في انتهاكات حقوق الإنسان و استنزافه للثروات الطبيعية للصحراء الغربية.
ـ فشل الدولة المغربية الكبير في المجلس الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد محاولتها الترشح لرئاسة هذا المجلس.
ـ فشل دولة الاحتلال المغربي في إقناع الدول العالمية الكبرى بأن جبهة البوليساريو هي حركة إرهابية ، و ظهر هذا الفشل في رفض هذه الدول هذا الحكم ، و على رأسها الدولة الفرنسية التي صرح وزير خارجيتها أنه " يستحيل اعتبار جبهة البوليساريو حركة إرهابية ".
ـ استمرار مجموعة من الدول القوية في دعم كفاح الشعب الصحراوي السلمي و مطالبتها بحقه في تقرير المصير، و على رأس هذه الدول الجزائر.
ـ زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر الأولى من نوعها بعد انتخابه كرئيس للدولة الفرنسية ، و هو ما أقلق دولة الاحتلال التي كانت فيما سبق هي من تحظى بهذه الزيارة بعد انتخاب رئيس جديد لفرنسا، التي صرح رئيسها " رولاند " بالجزائر أن حكومته مع حل سياسي يحترم الشرعية الدولية و فرارات الأمم المتحدة.
أما على المستوى الوطني، فيمكن أن نسجل:
ـ نجاح الدولة الصحراوية في عقد مؤتمرها 13 بحضور دول صديقة و منظمات حقوقية و إنسانية متضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي ووفد من المدن المحتلة .
ـ استمرار زيارة مناضلين صحراويين من المدن المحتلة و مناطق جنوب المغرب و المواقع الجامعية المغربية لمخيمات اللاجئين الصحراويين ، بالرغم من السياسة القمعية للدولة المغربية المحتلة.
ـ مواصلة المواطنين الصحراويين التظاهر السلمي بالمدن المحتلة للمطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال و بالاستفادة من ثرواتهم الطبيعية و المعدنية.
ـ التركيز على وحدة الجسم الصحراوي ، بالرغم من السياسة العنصرية المبنية على التفرقة و تشجيع القبلية و الإقليمية التي تنهجها دولة الاحتلال المغربي.
ـ رفض الوطنيين الصحراويين المستمر لأي حل لا يحترم إرادة الشعب الصحراوي و حقه في الاستقلال ، و هو ما تجلى بشكل واضح في فشل الدولة المغربية تمرير ما سماه بالحكم الذاتي من خلال إنشائه للكوركاس ، الذي مات حتى قبل أن ينشأ و الدليل على ذلك:
° استمرار المواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة بالجهر بمواقفهم المؤيدة للاستقلال.
° فشل الكوركاس و عجزه التام عن تمرير سياسة الغزو المغربي ، و هو ما يجعله في موت سريري أمام مواصلة المدنيين الصحراويين لنضالهم السلمي.
ـ الدور البطولي و الرائع للمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ، الذين يواصلون عملهم الحقوقي و دفاعهم عن حقوق الإنسان و تنديدهم بسياسة الاحتلال المغربي ، بالرغم من القمع الشديد و الحصار العسكري و البوليس و الإعلامي المضروب على المدن المحتلة ، و بالرغم من إمكانياتهم المتواضعة.
ـ صمود المعتقلين السياسيين الصحراويين و دفاعهم عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال داخل السجون و المحاكم المغربية ، بالرغم ما يكابدونه من معاناة صعبة ناتجة عن التعذيب و سوء المعاملة وصلت إلى حدود ممارسة الاغتصاب على مجموعة منهم.
ـ تحدي الطلبة الصحراويين في العديد من المواقع الجامعية لآلة القمع المغربي و تنظيمهم لمظاهرات سلمية مردديين شعارات مطالبة بالاستقلال و حاملين للأعلام الوطنية المخلدة للذكريات الوطنية و المتضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي في أرض اللجوء و المدن المحتلة.
أيتها الحاضرات، أيها الحاضرون:
تلكم أهم ما يميز وضع قضيتنا على المستوى الدولي و الوطني ، و كما لاحظتم فإن كل هذه المكاسب لم تأت هدية من أحد أو هكذا اعتباطا، بل جاءت نتيجة تضحيات جسام قدمها و يقدمها كل الوطنيون الصحراويون ، الذين تحكمهم المبادئ الوطنية الثمينة و الغالية و الغيرة على الوطن الحبيب ، و طن الشهداء و جرحى الحرب و ضحايا القنبلة بانابالم و القوسفور الأبيض المحرمين دوليا و ضحايا الألغام و ضحايا الاختطاف و التعذيب و الاغتصاب و المحاكمات الجائرة و القاسية ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين و المدافعين عن حقوق الإنسان بسجون الاحتلال المغربي.
لم تأت هذه المكاسب ، إلا لتؤكد على أن هناك شعبا لازال مستمرا في النضال وفق ما رسمه الشهيد الثوري الولي مصطفى السيد ورفاقه الذين إما أنهم استشهدوا أو باقون مستمرين في النضال و الكفاح من أجل هذا الوطن ، الذي هو وطن للجميع ، للذي يوجد هنا بالمهجر و بموريتانيا و مناطق جنوب المغرب و الصحراء الغربية و أرض اللجوء ، و بأي مكان في العالم ، فهو و طن يتسع للجميع ، و الجميع يجب أن يدرك ذلك و يدرك أن هذا الشعب وجد ليموت موحدا لا مقسما ، لينتصر لوحدته لا لتشتته ، لنزع الخوف عن كل أجياله ، لا أن تبقى أجياله خائفة و مترددة عن صنع المستحيل و تحقيق المبتغى الذي هو استقلال ، استقلال ، نصر ما بعده نصر إنشاء الله.
إنني أتحدث لكم بصفتي طالبا بالسويد و قبلها مناضلا بمخيمات اللاجئين الصحراويين و قبل هذا ذلك ، مناضلا بسيطا بمناطق جنوب المغرب و المدن المحتلة ، عمري رغم صغره اختمر جميع هذه التجارب المؤسسة على الفعل و المبادرة، لأن الصحراوي أينما وجد فيجب أن يظل يفعل و يتفاعل مع القضية الوطنية ، و لأنه أيضا و مادامت هذه الانتصارات التي تحدثنا عنها متواصلة و مؤرقة للعدو ، فيجب أن يستمر المناضلون في الفعل و العطاء ، و الخلق و الإبداع ، في الثورة و النضال حتى انتزاع النصر الأكيد.
إنني سعيد جدا ، جدا بتواجدي معكم في هذا الملتقى الهام ، الذي أتمنى أن يتكلل بالنجاح و التوقيف و بتوصيات هادفة تقدمنا خطوات إلى الأمام ، لأن قضيتنا الوطنية في حاجة ماسة لفكرنا و لاقتراحاتنا ، على اعتبار أن اليد الواحدة لا تصفق و أن الفرد الواحد أو الجماعة المتكونة من أفراد محددين لا تخدم قضايانا ، فوحدة الكل كبنية تبدأ بتوحد الأجزاء و بلوغها قمة العطاء حينما تكون مسيرتها قوية و أهدافها واضحة ، فكلنا هنا ننطلق من مبادئ 20 ماي و بأن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي ، فلا خوف إذن على ملتقانا هذا التاريخي و الهام.
فنحن كجاليات صحراوية ، كل منا يطمح لأن يكون وطن الصحراء الغربية مستقلا ، لأن في استقلاله فوائد لنا على الأقل يجمعنا في وطن واحد نسكن إليه و يسككنا بدفئه و حبه و جماله و ثرواته ، التي تسيل لعاب دول كبرى عظيمة في التاريخ.
و لذلك ، و أنا أحيي البعد الكفاحي و النضالي للجاليات الصحراوية في مختلف دول العالم و الغيرة على وطننا الحبيب الغالي ، الذي منا من رآه منذ 04 عقود و من لم يراه أبدا و منا من حاول زيارته ، لكن لم يستطع البقاء فيه طويلا ، ليس لأنه مل من رؤيته و العيش مع ما تبقى من أفراد عائلته و شعبه الكريم ، بل لأن جبروت الاحتلال و قمعه لازال مسلطا على رقاب مدنيين صحراويين أبرياء عزل.
و لهذا ، أقترح أن لا تتوقف غيرتكم على الوطن الحبيب ، إن على المستوى العاطفي و الوجداني و إن على المستوى المعرفي و الاجتماعي و التاريخي ، لأنكم جزء منه و هو جزء منكم.
و أستغل فرصة تواجدي للإدلاء بمقترحات عملية، أوجزها فيما يلي:
ـ ضرورة توحدنا كجاليات صحراوية وصياغة برامج موحدة سنويا يلتزم كل منا بتطبيقها و الفعل فيها.
ـ ضرورة التحرك كجاليات على أعلى مستوى لدى صانعي القرارات و لدى كبرى الشركات العالمية بالعواصم التي نشتغل بدولها للتحسيس بخطورة الوضع بالمدن المحتلة و باستنزاف الخيرات التي بجب أن تتوقف.
ـ العمل على خلق تنسيقية للجاليات الصحراوية تضم أعضاء يشهد لهم بالنضال التاريخي و النزاهة العملية و الفكرية بمختلف البلدان العالمية التي تتواجد فيها الجاليات الصحراوية.
ـ الاهتمام و التواصل مع مناضلي المدن المحتلة و مناطق جنوب المغرب و المواقع الجامعية المغربية و مع المعتقلين السياسيين و المدافعين عن حقوق الإنسان.
ـ التفكير في القيام بزيارات سنوية لوفود من الجاليات الصحراوية للاجئين الصحراويين للتضامن معهم و مع معاناتهم و لتحقيق المزيد من الوحدة الوطنية.
ـ التفكير في تخصيص يوم في السنة لتخليد يوم الجالية الصحراوية بتنسيق مع وزارة المدن المحتلة و الجاليات و الريف الوطني.
ـ التواصل مع الإعلام الوطني المرئي و المسموع و المكتوب لتخصيص برامج تتحدث عن الجاليات الصحراوية و عن معاناتها و مختلف أنشطتها بهدف التعريف بهذه الشريحة المهمة و الحفاظ عليها.
ـ التفكير في خلق موقع بالشبكة العنكبوتية ينقل كل جديد عن الجاليات و الصحراوية و يعرف بها و بتاريخها و تضامنها.
ـ تخصيص أيام تضامنية للجاليات الصحراوية للتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة و مع المعتقلين السياسيين و المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان.
ـ ضرورة مساهمة الجاليات الصحراوية في مختلف المناسبات الوطنية و في المهرجانات و المظاهرات التي تعيشها المدن المحتلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق