16‏/1‏/2013

المثقف المغربي والقضية الصحراوية بين حرية التعبير و عقلية المخزن


محمود خطري
منذ فترة ليست بالطويلة فاجأنا البعض من الكتاب والصحفيين المغاربة بمقالات لا تخلو من بعد العمق احيانا ورائحة المخزن احايين كثيرة فالمثقف المغربي حاول ان يركب ركب الانفتاح الجزئي او الشكلي بتعبير ادق خاصة فيما اتيح له هامش مساحة راي للتعبير عن مايقع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية او التطرق للقضية الصحراوية كقضية دولية تتداولها وسائل الاعلام العالمية وليس من المعقول ان يبقى المثقف المغربي بعيدا عن تناول القضية وابعادها  خاصة وانها سممتهم على مدى العقود  الثلاثة الماضية .
في اعتقادي ان المثقف المغربي مازال بعيدا كل البعد عن الطرح العقلاني والمنصف للغوص في القضية الصحراوية والتطرق اليها بكل مهنية واحترافية اذ لازال رهين التصورات الخاطئة والمغلوطة التي صنعها المخزن وسوقها بطريقته الخاصة وبالتالي دجج كل فئات المجتمع المغربي خاصة الطبقة المثقفة وشحنهم بجملة من المفاهيم والنعوت التي اطلقها المخزن المغربي على الشعب الصحراوي ورائدة كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قصد النيل منه وتشويه نضاله ومقاومته ضد الاحتلال المغربي فوجد المغاربة انفسهم هكذا مؤمنين بما يقول المخزن عن الصحراء الغربية وشعبها دون ان يدركوا حقيقة وابعاد دعايته
وليس من المعقول عند اي صحفي او مثقف مغربي هم بكتابة مقال او تاليف كتاب عن القضية الصحراوية وشعبها دون ان يخرج من قاموس ذاكرته تلك العبارات المخزنية المشبوهة كالانفصاليين والشيوعيين والنزاع المفتعل ودولة الوهم الى نهاية الديباجة المملة والتي ينمق بها كل كاتب مقاله حتى يصبح مقبولا على مقاس المخزن
لقد استطاع النظام المخزني في المغرب ان يزرع في اذهان المغاربة صورة قاتمة ومشوهة عن نضال الشعب الصحراوي واستعمل في ذلك وسائل الاعلام والاحزاب الشكلية و مناهج الدراسة وغير ذلك من الوسائل للتاثير على عقول المغاربة وتخديرها دون ان ننسى تورط مثقفين من امثال عبد الله العروي وبن جلون وغيرهما في تزوير الحقائق وتقاسم المخزن نفس المهمة والتي شوهتهم وابعدتهم عن مجانبة الصواب
فالصحراوي في نظر المغاربة هو ذلك البدوي المتمرد على اية سلطة واحيانا هو اداة في يد الجزائر ومغرر به وعدو للوحدة الترابية الى غير ذلك من الاحكام المغروسة في اذهانهم بصفة اجبارية وممنهجة من المخزن ودعايته
لكن وبتطور الاحداث وانفتاح العالم وتسليطه الضوء اكثر على القضية الصحراوية والشعب الصحراوي وجد المثقف المغربي نفسه بين عقدة الماضي المبرمج عليها  كما الناس على دين ملوكهم  وبين ما اصبح يراه ويسمعه في وسائل اعلام العالم  وتناولها المنصف والموضوعي بعيدا عن اية لغة مخزنية مقيتة
ومن هنا نتساءل هل سيصحح المثقف المغربي اخطاءه وينتهج نهجا سليما من نعوت الماضي ام سيبقى مجرد واجهة وسلطة تمارس التقية السياسية وبوقا ينعق اصحابه وراء تزوير الحقيقة وحجبها عن شعبهم؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review