23‏/10‏/2012

أطباء مهاجرون... والمجتمع يعاني

 سيدأحمد المعطي أحمد محمود
 الطب نوعان طب الابدان وطب العقول والاذهان ،فالأول يداوي الأجسام والآخر يغذي الروح والوجدان ...ولكن في مقال هذا أعني ذلك الأول الذي نحن بصدد تناوله وإن كان الثاني أكثر أهمية لأن الإنسان بالروح لا بالأجسام.
فالطبيب ذلك الإنسا
ن الذي له في الحياة مكان صاحب الروح الخفيفة يعالج بأخلاقه ومعاملته قبل عقاقيره ووصفاته هذه الصفة جعلته مرموقاً في أي زمان ومكان.
ولكن من خلال هذا سأنتاول ذلك الشخص ليس كغيره من الأشخاص ،إنه الطبيب الصحراوي الذي تحمل من المشاق والمعاناة عبر مسيرته الحياتية وضعته في حالة استثنائية وكان أهلاً لذلك لأنه صاحب هدف وقضية أسمى من أن تنحصر في ميادينه ...فهو احياناً طبيباً ومرةً معلماً وأخرى جندياً في ميادين القتال فمهامه أكثر من أن تعد.
فهل من الممكن أن تضيع هذه المهمة النبيلة والغاية الشريفة في أوطان أخرى وشعبك في أمس الحاجة اليك في هاته الطبيعة القاسية ،وللأسف تظافرت عدة عوامل جعلت معظم هذه الشريحة يهاجر ولم يبقى منها إلا قلة قليلة تكاد تنعدم.
فياترى ما السبب في ذلك؟
حينما نقوم بتحليل أسباب الهجرة نجد أنها تتركز على نظرية من أكثر النظريات شيوعاً في مسألة هجرة السكان ،وهي تعتمد على عوامل الجذب والطرد ،وتقوم ببساطة على أن الأشخاص تهاجر لأن هناك عوامل طارد لهم من أوطانهم ،وأخرى جاذبة لهم في المنطقة المضيفة.
ولكن تبقى هذه الأمانة والشعور بالمسوؤلية التي على أعناق هؤلاء الأطباء فالعهد الذي عاهدو عليه الشهداء ،ومات من أجله الأبطال هو خدمة الجماهير ،فقد يعاني الطبيب ولكن من أجل ان تحيا النفوس والأجيال التي ستحمل أهداف المشروع الوطني ...فمسوؤليته أعظم وأجل المسوؤليات خاصة في الظروف الحالية .
ولقد أعجبتي الخطوة التي قامت بها وزارة الصحة العمومية وجهودها في التنسيق مع الأطباء بالمهجر ومحاولة إعداد رزنامة لهم ،للعمل في المخيمات أثناء وجودهم فيها ،وهذه المبادرة والالتفاتة الطيبة ،والتي تحسب لهاته الوزارة لما لقته من إستحسان من قبل المواطنين،وتحية إجلال وإفتخار للأطباء الذين إستجابو لهذه الخطوة ،وأتمنى أن يحس بها الأطباء الباقون،من أجل الصالح العام ،وصحة أبناء شعبهم ،من خلال معالجة الأمراض ،وتوعية الناس،وتخفيف من المعاناة التي يعيشها هذا الشعب في مسيرة الصمود.
وفي الأخير لم يبقى الا أن نقول لك  أيها الطبيب الصحراوي...إنتبه وراعي الجميل الأول عليك من طرف الدولة الصحراوية ورد الفضل لأهله.
قال الحكيم داود الأنطاكي في مقدمة "تذكرته للأطباء":
"قدم نفع الناس على نفعك،واستفرغ لمن ألقى اليك زمامه مافي وسعك،فإن ضيعته فأنت ضائع،وكل منكما مشتروبائع،ولله الشاهد علي وعليك في المحسوس والمعقول،والناظر إلي واليك ،والسامع لما نقول ،فمن نكث عهده فقد استهدف لقضائه،إلاأن يخرج عن أرضه وسمائه،وذلك من أمحل المحال،فيسلك المؤمن سبيل الإعتدال".

2 التعليقات:

صحيح كلامك نعم قدم نفع الناس على نفعك،واستفرغ لمن ألقى اليك زمامه مافي وسعك،فإن ضيعته فأنت ضائع،وكل منكما مشتروبائع،ولله الشاهد علي وعليك في المحسوس والمعقول،والناظر إلي واليك ،والسامع لما نقول ،فمن نكث عهده فقد استهدف لقضائه،إلاأن يخرج عن أرضه وسمائه،وذلك من أمحل المحال،فيسلك المؤمن سبيل الإعتدال". انا اتمنى من الاطباء في المجتمع الصحراوي المساهمة في توعية والتطبيب فمن في المخيمات هم اهلك فهل تنسى اهلك مقابل المال.

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review