25‏/12‏/2012

واخرجت الثقافة اثقالها

الكوري سيداتي
ان المتتبع للاحداث والتطورات الاخيرة على مستوى الساحة الوطنية وخاصة منها الانشطة الوزارية يلاحظ دون عناء استحواذ قطاع السيدة الاولى على جل الوقت او قل البرنامج الوطني في وقت تكاد تختفي فيه جهات اخرى عن الساحة بحجة عدم القدرة على تنظيم اي انشطة تهم عملها، وهنا يطرح السؤال لماذا هذا التفاضل بين الجهات ام انه يجوز للثقافة مالايجوز لغيرها في ظل تحكم وزيرتها في كل صغيرة وكبيرة في دولتنا التي نريد، أهي سياسة مقصودة تهدف لتقزيم باقي الوزراء واظهارهم على انهم اناس لايطبقون برامج وزارتهم السنوية وبالتالي ابراز وزيرة الثقافة لوحدها في الساحة في محاولة لايهام الراي الوطني انها الوحيدة التي تعمل بجد وتفاني من خلال حرصها على تنظيم اكثر من مهرجان ثقافي بين قوسين في عام واحد واكثر من يوم دراسي داخل المخيمات وخارجها.
  وعلى هذا الاساس نتسائل من اين مولت وزارة الثقافة كل هذه الانشطة الضخمة ؟ وهل صادق البرلمان على كل هذه الفعاليات في عام واحد وهو العارف انها مضرة بالميزانية العامة في عز الازمة الاقتصادية العالمية؟ ولماذا لايتم تقييم كل هذه الانشطة والوقوف على نتائجها؟.
لقد نظمت وزارة الثقافة لوحدها سنة 2012 مهرجان الثقافة والفنون الشعبية وتظاهرة آرتيفاريتي، ومهرجان السينما، واسبوع الجمهورية بتندوف واسبوع الجمهورية بوادي سوف الجزائريتين، كما نظمت اياما دراسية حول المسرح والشعر الشعبي وإقامة امسيات شعرية ومسابقات اخرى في حين عجزت وزارة الاعلام مثلا عن عقد ندوة تخصصية حول الاعلام  وهي المدرجة في برنامج الحكومة السنوي، وانقضت السنة الحالية دون ان يجتمع شمل الاعلاميين الصحراويين في ندوة تناقش هموم قطاع حساس بدأ يتهالك هو الاخر بسبب التلاعب وضعف التسيير وقلة الموارد المادية.
والى جانب الاعلام  يجد قطاع التعليم وبكل مايعني من اهمية لمستقبل الدولة والاجيال القادمة يجد نفسه معزولا بحيث لايتم تغطية الدخول الاجتماعي كما يجب، ولا حتى الندوات الخاصة بالتعليم والتربية والاشراف لا تحظى لا باهتمام رسمي كبير ولا بتغطية اعلامية كبيرة كما هو الشان عندما يتعلق الامر بالثقافة.
كما يجد الريف الوطني نفسه معزولا ومهمشا في ظل موجة جفاف خانقة تجتاح المنطقة منذ سنوات، في حين يتم تنظيم ملتقى جاليات الشمال بشكل يكاد يكون موسمي وترصد له ميزانية كبيرة بينما تعاني باقي قطاعات الجالية في الجنوب واروبا من قلة الاهتمام الرسمي وعدم ايجاد حلول لانشغالاتها وهمومها اليومية.                                      
  هذه امثلة طرحتها هنا واردت لفت الانتباه اليها واخيرا تبقى تساؤلات ملحة تجب الاجابة عنها :  ماذا حققت وزارة الثقافة من وراء كل هذه الانشطة ؟
وهل نجحت هذه المهرجانات في نشر الوعي لدى الرأي الوطني باهمية الثقافة وضرورة التمسك بها وحمايتها ، ام انها زادت الفهم القاصر عند الكثيرين على ان الثقافة لاتعني سوى سهرات فنية وشعر ورقص وغناء وفرق موسيقية ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review